رمضان على الأبواب يكاد يطرقها فلا تفتح له




هذا المقال ملخص لكتاب الذين لم يولدوا بعد للكاتب أحمد خيري العمري وهو كتاب لطيف يتحدث عن رمضان بطريقة أدبية لطيفة قريبة من القلب يحمل أفكارا جديدا تفيد القارئ في التجهيز لرمضان بشكل مختلف هذا العام.

رمضان على الأبواب يكاد يطرقها فلا تفتح له





نعم لا تفتح له إن كنت ستفعل به ما فعلته في المرة السابقة لا تفتح له, إن كان سيمر على حياتك كما مرَّ في السنوات السابقة لا تفتح له
لا داعي لذلك.
إن كان سيكون مجرد رمضان آخر... تجوع وتعطش قليلا ثم تتخم فلا تفتح الأبواب.
إذا كنت ستستقبله بشرط ألا يشترط عليك لا عهود ولا مواثيق دائمة معه فلا تفتح الباب.
لكن اعلم أن قضيتك ستكون خاسرة وسيدخل عليك ففكر ومن ثم افتح له فتحا جديدا وليكن فتحا مبينا
رمضان في أيامنا لا يوجد به جوع وإنما هي تأجيل لوقت الأكل يكون بعدها هجوما كاسحا على شتى أصناف الطعام والشراب ما قد يكفي الشخص ليومين بدون غذاء
فاجعل فتحك مختلفا عما جرت عليه العادة, افتح مغارات وكهوف قلبك
رغم أنك تصوم من سنين دعه يكون رمضانك الأول
رمضان الذي يعيد الخطباء والدعاة أحكامه من النية حتى مسببات الإفطار وصولا لانتهاءه بالعيد في كل عام وكأنه أول رمضان يمر على الناس .... فاجعله يكون الأول لقلبك واعلم أنه في كل سنة إن دخل حقا فسيكون رمضانك الأول فأحسن استقباله كأنك تستقبل طفلك الأول وهيء له مكانا في قلبك.
لا تجعل حياتك بعد رمضان كما كانت قبله, لا تهدم الطاعات والامتناع عن المعاصي التي حرصت عليه طوال رمضان يضيع في أول يوم من أيام العيد بارتكاب الذنوب لحجة الاحتفال , فرمضان مصمم ليكون منقذا دائما لك في الدنيا والآخرة
كن أقوى من شيطانك الذي أقسم وقطع على نفسه العهود بهزيمتك , فقد صفد شيطانك لشهر كامل والآن أنت أقوى منه وتستطيع أن تبعده عنك
اجعل رمضان شهرا للتذوق, وبالطبع لا أقصد تذوق الموائد العظيمة ولا الحلويات التي اختص بها رمضان ولا المشاريب التي لا يكتمل الإفطار بدونها ولا حتى المسلسلات الفاسدة التي تسعى لإعانة الشيطان عليك, ليس كل هذا وإنما عليك تذوق طعم الحياة وأبواب الجنان مفتوحة وأبواب النار مغلقة والشياطين مصفدة عندما تتذوق هذه الأمور تذوق حب الله لك وحبك له وقوي علاقتك معه فهو السند لك.
رمضان ليس شهر التنزيلات على البضائع, إنما هو شهر التنزيلات على العبادات فهو شهر المغفرة, العتق من النار, الحسنات التي تتضاعف أضعافا وأضعاف شهر الفضائل والبركة , كل هذه التنزيلات من الرب الغفور الرحيم الذي ولأنه يحبك فحسب يقدم لك كل هذا , بعد أن ترجع بعد هذا الشهر أبيضا لا تلوث بياضك بالذنوب والمعاصي فمن يضمن أنك ستعيش لرمضان القادم لتعيد الكرة ؟؟؟؟
فكن ذكيا ولا تحزن من أحبك وقدم لك كل هذه التنزيلات فهو يريد أن تمشي إليه بخطى ثابتة ومن ذاق طعم الحب عرف ومن عرف اغترف , وما الأعظم من حب الخالق لك فقد هيئ لك ظروف التوبة وغفر لك الذنوب وأعتقك من النار وفكر إن لم تتذوق هذا الطعم في رمضان فمتى!!
اجعل شعارك: رمضان ليس من أجل رمضان, رمضان من أجل بقية السنة.
رمضان شهر الصلاة .... نعم الصلاة فهو يجذب حتى العصاة ليصلوا فيه فهم أيضا يريدون المغفرة فهم يصومون فلماذا لا يصلون من أجل ألا يحبط صيامهم فرمضان ليس من أجل الصيام إنه قبل ذلك من أجل الصلاة.
فإقرارك العملي ولو لم تخبر نفسك به أن لا شيء ينفع من دون صلاة كنز بحد ذاته تخيل أن صلاتك في رمضان تعني أنك ستسجد على الأقل ألف مرة لله , ستترك تكبرك وكبرياءك وأوهامك ومشاعر النقص في داخلك وستتذلل إليه وتطب منه ... بعد ألف مرة لا بد أن يترك ذلك أثرا في قلبك وتذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم { مثل الصلوات الخمس في اليوم والليلة مثل نهر جار عذب بباب أحدكم, يغتسل منه خمس مرات, فهل يبقى من درنه شيء؟؟}
التلذذ بالصلاة والتعود عليها لا يكون من الركعة الأولى لكنه يأتي رويدا رويدا في هدوء وطمأنينة مع الصبر والتعود ورمضان يمنحك هذه الفرصة, وعندما تفكر بحالك في العام الماضي أو عن حال غيرك ممن ترك الصلاة بعد أن ذاق حلاوتها فلربما كان السبب أنهم لم يدركوا أن رمضان لكل السنة وليس لرمضان فحسب, ربما لأنهم لم يستطيعوا أن يكونوا أقوى من شيطانهم. علما أننا دوما يمكن أن نكون أقوى من شياطننا لو أردنا. وتذكر أنك أقوى رجل في العالم نعم أنت كذلك كما أسلفنا سابقا فسندك هو الله ومن أقوى منك إن كان الله سندك؟؟ أنت أقوى رجل في العالم عندما تكون حريصا على صلوات الفرض والسنن في جماعة في رمضان وتحصل على أضعاف أجور الصلاة لو كنت وحدك ورمضان هو الذي يجرك إلى كل هذه المغانم.
فكر أن الأمر نسبي إما أن شيطانك أضعف في رمضان أو أنت أقوى منه بعد أن أعددت العدة في رمضان المهم أن تتغلب عليه يا صديقي. فلا تفقد قوتك وتخسر قلبك المحب لله بالتخلي عن الأعمال الجيدة كالصلاة وغيرها بعد انتهاء رمضان.

أتساءل إذا لم يكن رمضان هو الذي سيجعلك تتذوق, لتعرف.. فتغترف .. فماذا إذن !!؟؟

إذا لم يكن رمضان هو الذي سيخرجنا من مشاكلنا فهل إلى خروج من سبيل!!؟؟
رمضان يجعلك تحس نفسك من النخبة من الصفوة المنتقاة من علية القوم التي يحب الله أن يوقذها كل فجر لتذهب إليه سبحانه وتعالى. كما يذهب العشاق سرا إلى مواعيدهم, يتسلل هؤلاء بهدوء, يمشون في ظلمات ستشهد لهم فيما بعد, ونورهم يسعى بين أيديهم. من بين الملايين الغارقين في النوم أو في الملذات أو حتى في الشهوات المحرمة يختار الله فئة معينة محدودة يوقظهم من النوم ويذهبون إليه. ورمضان يستطيع أن يجرك لتكون من هذه النخبة. هذه النخبة عظيمة الأجر المشهورة بين الملائكة والنبيين والصديقين , إنهم معروفون جدا في السماوات السبع. إنهم مميزون عند الله فهو الذي يوقظهم فعندما تأتي الإشارة منه عز وجل يتحرك القلب وينقر على الرأس نقرته الموقظة حتى لو أنهم كانوا متعبين أو أنهم لم يربطوا المنبهات لإيقاظهم وأصحاب الفجر يعون ما أقول هو الذي أيقظهم وهم هبوا ولبوا وهرولوا.
والقرآن .....

لا تتعامل معه كالمرابي اليهودي وتجري العمليات الحسابية جزء في كل يوم فالختمة المعتادة في نهاية الشهر ... لو كان ذلك ينفع لنفع, لا تضع حدودا ولا حواجز ولا عوائق فانطلق كالمهر الطليق في براري الضياء , انطلق بلا حدود وحلق فيه عاليا , واعلم أنه لن يتعبك التحليق صعودا بل سيريحك في كل مرة أكثرر... اقرأه بلهفة من استطاع أن يطلع على الغيب ويريد أن يعرف ماذا سيحصل له. لا تدعه كتابا على الرف ليكن مفتاحك ودرعك ووسادتك وبوصلتك ورادارك ولا تكن بخيلا على حياتك فتحدد وتقسم ولا تقرأ إلا كمية محددة في اليوم. وإذا لم يسطع ربيعه على قلبك , فمن تراه في النهاية سينوِّر قلبك !!؟؟
فليكن رمضانك هذه المرة غير شكل.
دع رمضان يريح صدرك المتعب المتخم بالهموم , دعه يفك لك الأغلال ويقص القضبان ويرتق الثقوب.
المهم في رمضان ليس رمضان نفسه وإنما ما بعد رمضان , فرمضان ما هو إلا أيام معدودات كما هي حياتك فاعتبر من البروفا التي تعيشها في رمضان وسرعان ما ينتهي.
هل سيترك رمضان أثرا عليك؟؟ أم أنك ستعود كما كنت لحياتك السابقة :( ؟؟ هل ولدت من جديد في رمضان أم أنك لم تولد بعد!!؟؟
إن كنت أن قد ولدت من جديد فأرشد الناس وخذ بأيديهم وساعد الذين لم يولدوا بعد.







                                    


إرسال تعليق

0 تعليقات